Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 04/Nov 20:25

د. عيسى أمين .. مؤسس تخصص جراحة الكلى والمسالك في البحرين

في يوم الطبيب البحريني، نستذكر أعمدة الطب في المملكة الذين شكلوا الملامح الأولى للمسيرة الطبية، وتركوا بصماتهم التي لا تُمحى، فأرسوا قواعد المهنة، ووضعوا لبناتها الأولى، ورسموا ملامح الحاضر وأسسوا لجيل من الأطباء يواصلون البناء والعطاء، ونقدمهم للجيل الحالي عرفانا وامتنانا وتقديرا لإسهاماتهم، ليعلم أن ما نعيشه اليوم من إنجازات طبية كان ثمرة بدايات صعبة وجهود مخلصة وضعت الأساس لمستقبل الطب في البحرين. ومن بين هؤلاء الرواد يبرز استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية د. عيسى أمين، الذي عرفناه مؤرخا يوثق البدايات، ويترجم سير الشخصيات، ويستعيد ملامح الماضي، ويُبحر في صفحات التاريخ. لكننا في ‮«البلاد‮» نستضيفه هذه المرة ليتحدث عن نفسه، عن تجربته وإنجازاته، وعن حكاية البدايات التي صنعها بيديه في المجال الطبي. فهو أحد رواد الطب في البحرين، ومؤسس قسم جراحة الكلى والمسالك البولية فيها، ومن أوائل من أسهموا في تطوير التخصصات الطبية وتأسيس مسارها المتخصص في المملكة. كما كان له دور بارز في إيفاد أكثر من ثلاثين طبيبا وطبيبة للتخصص في الخارج، وهو أول من استخدم المنظار الطبي للجراحة في هذا القسم، وأول من أجرى عمليات إزالة حصى المسالك البولية بواسطة المنظار. ويمكن أن نطلق عليه بحق أبَ تخصص جراحة الكلى والمسالك البولية في البحرين. “البلاد” التقته، وإلى التفاصيل.. كيف بدأت رحلتك مع الطب وتخصص جراحة الكلى والمسالك البولية؟ في البداية، لم أكن راغبا في دراسة الطب، بل كنت أميل إلى الهندسة المدنية. لكن عندما قدمت أوراقي إلى دار الوافدين في القاهرة بالعام 1965، أخبروني أنهم سيمنحونني بعثة في الطب لأن مجموعي كان عاليا، ورأوا أن من الأفضل أن ألتحق بكلية الطب، وبما أنهم أصحاب القرار وافقت على ذلك. ومع ذلك، بقيت في ذاكرتي ميول نحو الهندسة المعمارية. وعندما افتتح مجمع السلمانية الطبي في نهاية السبعينات، كنت آنذاك في ايرلندا وقد أنهيت الدراسة وسنوات التدريب، فطلب مني الالتحاق بالمركز الجديد. حدثنا عن بدايات تأسيس قسم جراحة الكلى والمسالك البولية في البحرين؟ عندما عدت إلى البحرين بتخصص جراحة الكلى والمسالك البولية، لم يكن هذا التخصص موجودا في المستشفى، وكان الجميع يجرون عمليات خارج نطاق خبراتهم، فكان ذلك أول عائق واجهته، وهو إقناع الإدارة والأطباء بضرورة وجود التخصص. وأتذكر أنني ذهبت إلى تلفزيون البحرين وتحدثت عن هذا الأمر، وبعدها صدر قرار بتحديد التخصصات وميولها، وتأسس قسم جراحة الكلى والمسالك البولية في مجمع السلمانية الطبي. فلا يوجد تخصص في مجالات الطب كافة يعاني فيه المريض كما في حال كان تحت إشراف طبيب لا يمتلك القدرات اللازمة لعلاجه، كأن يقوم طبيب عظام بإجراء عمليات المعدة أو المرارة. وهكذا كان الواقع آنذاك، مع وجود قوائم انتظار طويلة في جميع التخصصات الجراحية. وبطبيعة الحال، عندما يطبَق مبدأ التخصص، يحدث تناسق وتكامل في الخدمات، سواء في رعاية الأجنحة والعيادات أو في غرف العمليات، إذ يتحول عمل طاقم التمريض والمساعدين إلى عمل تخصصي متكامل، ما يمنح المرضى رعاية أفضل أينما كانوا. ما أبرز إسهاماتك وإنجازاتك في قسم جراحة الكلى والمسالك البولية؟ مازلت حتى اليوم أقدم خدماتي للمرضى، سواء من مملكة البحرين أو من خارجها. ومنذ البداية، عملت على تطوير قسم جراحة الكلى والمسالك البولية، إذ كنت أول من استخدم المنظار الطبي للجراحة في هذا القسم، وأول من أجرى عمليات إزالة حصى المسالك البولية بواسطة المنظار. كما تم توفير أول جهاز للموجات الصادمة بتبرع سخي من معالي وزير المالية السابق الأخ إبراهيم عبدالكريم، وأول جهاز للكشف النووي جاء بتبرع كريم من صندوق التقاعد ممثلا بالسيد محمد عبدالغفار العلوي، فيما تأسست أول وحدة لعلاج العقم لدى الرجال والنساء بتمويل كريم من المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن إبراهيم آل خليفة. كانت هذه كلها جهود شخصية وإصرار على التطوير ومواكبة التقدم في مجالات العلاج الطبي. أما الإنجاز الآخر والأهم، فتمثل في إتاحة الفرصة للطبيب البحريني لمواصلة الدراسة والتخصص في الجامعات الأوروبية، وفي كندا وأميركا، وهو ما كنت أصر على تحقيقه خدمة لهؤلاء الأطباء، وتمهيدا لإعداد كوادر طبية متخصصة تقدم رعاية طبية أفضل في مختلف المجالات. وبالفعل، ومن خلال عضويتي في لجنة التدريب في الخارج سواء بوزارة الصحة أو في الخدمات الطبية الملكية بمستشفى قوة دفاع البحرين، قمت بالتنسيق لإيفاد أكثر من ثلاثين طبيبا وطبيبة للتخصص في الخارج، وقد عاد معظمهم إلى البحرين، فيما بقي عدد محدود منهم في الخارج، خصوصا في كندا. ما رسالتك في يوم الطبيب البحريني؟ يوم الطبيب البحريني يجب أن يكون يوم محاسبة ومكافأة وتشجيع وتخطيط، ويجب أن نسأل: أين كنا؟ وأين نحن الآن؟ وما هو المستقبل؟ ليس على الورق بل في الواقع الملموس، والتخطيط التام مع الإحصاء والدراسة. واقعنا يقول: نعود إلى الوراء، والسؤال المهم: لماذا؟